الخميس ، 4 فبراير 2016 ، الساعة 12:15 بتوقيت مكة المكرمة
الرئيسية / سوريا الآن / تراجعات وانسحابات لفصائل الغوطة من عدة جبهات ما هو السبب؟

تراجعات وانسحابات لفصائل الغوطة من عدة جبهات ما هو السبب؟

_64869_70
سوريا مباشر 

تراجعت فصائل المعارضة السورية المسلحة من عدة نقاط في الجبهات المختلفة للغوطة الشرقية في الأيام الأخيرة بالتزامن مع حملة شرسة شنتها قوات النظام السوري مدعومة بإدارة عسكرية روسية بالخطط والاستطلاع والدعم اللوجستي، بالإضافة إلى الغطاء الكثيف من القصف بالطيران والمدفعية وراجمات الصواريخ وُصف بأنه غير مسبوق.

 

ومع تراجع “جيش الإسلام” عن منقطة الأمن العسكري بمحاذاة ضاحية الأسد وكتيبة المدفعية ذات الأهمية الاستراتيجية في سلسلة الجبال المطلة على مدينة دوما، وتواردت الأنباء في وقت سابق عن تراجع الاتحاد الإسلامي مدعوماً بحركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة عن معظم مساحة منطقة العجمي التي تقدموا إليها في الشهر الفائت بمحاذاة إدارة المركبات.

تتهم فصائل الغوطة الشرقية فصائل الشمال السوري ودرعا وبقية جبهات ريف دمشق، بتركها في المعركة وحيدة، خاصة بعد تطبيق الهدنة في مدينة الزبداني، التي قامت معركة الجبال ومعركة إدارة المركبات نصرة لها في المقام الأول.

وتشكل سلسلة الجبال المطلة على الغوطة الشرقية أهمية استراتيجية، ونقطة بالغة الأهمية بالنسبة للنظام السوري، وذلك كونها تحصر الطريق الدولي لدمشق – حمص، شريان الحياة الأساسي لمدينة دمشق الذي يربطها بالمنطقة الوسطى من البلاد في محافظات حمص وحماة والمنطقة الشمالية إدلب وحلب، وكذلك المنطقة الشرقية تدمر والرقة ودير الزور.

الأهمية الاستراتيجية لجبال الغوطة الشرقية، الشريان الرئيسي للعاصمة دمشق، كان لها دور أساسي في هبوط قيمة الليرة السورية مؤخراً أمام الدولار حسب مراقبين اقتصاديين، وذلك بالرغم من إحراز نظام الأسد تقدماً عسكرياً مهماً في مختلف الجبهات في سوريا.

كما شكلت معركة الجبال التي حصلت على تخوم ضاحية الأسد ضغطاً على الحاضنة الشعبية للنظام في تلك المنطقة، حيث هجر مئات الألوف من الموالين بيوتهم إلى دمشق أو إلى جبال الساحل، مما شكل أعباء اجتماعية واقتصادية جديدة على النظام.

معركة جبال الغوطة الشرقية كان لها أهمية أخرى بالنسبة لفصائل المعارضة السورية المسلحة في الغوطة الشرقية، فحسب وثائق مسربة حصلنا عليها، أظهرت إعداد قوات النظام المدعومة بحزب الله والحرس الثوري الإيراني لعملية عسكرية كبرى على الغوطة الشرقية انطلاقاً من هذه الجبال، كان مقرراً لها أن تبدأ بمجرد الانتهاء من معركة الزبداني، ولكن سيطرة فصائل المعارضة المفاجئة والسريعة على الجبال عطلت هذه العملية.

وحسب الوثائق المسربة، خططت قوات النظام للتقدم في بساتين مدينة دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية والخزان البشري الأكبر لفصائل المعارضة المسلحة في المنطقة، وذلك بهدف تأمين مسافة 2 كيلومتر شرق الأوتوستراد، أي كامل مساحة بساتين مدينة دوما المطلة على الأوتوستراد وصولاً إلى بداية الأبنية السكنية في المدينة، وذلك يشمل بساتين “كرم الرصاص” وبساتين منطقة العالية وحتى تخوم “مخيم الوافدين”.

ومن شأن هذا التقدم لقوات النظام إن حصل أن يبعد خطر قوات المعارضة المسلحة عن طريق الأوتوستراد الدولي دمشق – حمص والذي يشكل الشريان الرئيسي لمحافظة دمشق الذي يربطها ببقية المحافظات السورية.

قالت فصائل المعارضة إن قوات النظام لم تتوقف عن محاولة استرداد جبال الغوطة الشرقية، منذ سيطرة المعارضة عليها قبل نحو شهرين، متكلفة بذلك خسائر كبيرة في الجنود والآليات تم تقديرها بـ 45 مدرعة بين معطوبة ومدمرة، وأكثر من 579 قتيل و1378 جريح من قوات النظام، وقدر عدد الهجمات التي شنتها قوات النظام على الجبال بـ 162 هجوم، شكل عمود الهجمات الأساسي قوات نخبة النظام من الحرس الجمهوري.

من جهة أخرى كانت فصائل المعارضة المسلحة قد شنت هجوماً على إدارة المركبات في حرستا، وهي أهم ثكنات النظام العسكرية التي ما زالت غير محررة في داخل الغوطة الشرقية، وتبلغ مساحتها عدة كيلومترات تفصل بين بلدات حرستا ودوما ومديرا وعربين

وتمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على معظم مساحة منطقة العجمي في حرستا، وهي المنطقة المطلة مباشرة على إدارة المركبات، موقعة خسائر مهمة بالآليات والجنود في قوات النظام لم نتمكن من إحصائها بشكل دقيق، قبل أن تقوم فصائل المعارضة بالتراجع عن ثلثي المنطقة التي تمت السيطرة عليها في وقت لاحق

الجدير بالذكر أن التدخل الروسي في سوريا حصل خلال هذه الفترة، حيث ازدادت كمية القصف الذي تشنه قوات النظام ونوعيته بشكل لافت على الجبهات وداخل المدن في الغوطة الشرقية، وقد أحصى ناشطون في يوم واحد سقوط ما يقارب / 1500 / قذيفة متنوعة، بين قذائف مدفعية وقنابل عنقودية وصواريخ موجهة من الطيران الحربي الروسي، بالإضافة إلى قنابل غير معروفة محرمة دولياً تؤدي لتأثيرات حارقة جلدياً وتتسبب بحالات اختناق.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Print Friendly

اضف رد