الأربعاء ، 3 فبراير 2016 ، الساعة 7:44 بتوقيت مكة المكرمة
الرئيسية / أخبار أخرى / عزف أمريكي – روسي موحد على وتر استبقاء الأسد… ودول عربية تدرس خيارات بديلة

عزف أمريكي – روسي موحد على وتر استبقاء الأسد… ودول عربية تدرس خيارات بديلة

_71375_ke3

شهد الملف السوري، خلال الأيام القليلة الماضية، تطورات متسارعة أفضت إلى تحولات مفصلية قد تغير المشهد العام خلال الفترة المقبلة مع ما أصاب المعارضة من خيبة أمل واسعة، على إثر ما وصفته مصادر تواصلت مع «القدس العربي» بالخذلان الأمريكي بسبب ما أعلنه جون كيري في اجتماعات مغلقة حول مصير الأسد وإمكانية مشاركته في أي حل سياسي في البلاد.
وأثارت التصريحات الأخيرة، التي نقلت عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال اجتماعه بأقطاب المعارضة، موجة سخط عالية وساهمت في خلط أوراق تيارات عدة خلال اجتماعات الرياض حيال ما وصف بإملاءات سعى لفرضها على الهيئة العليا للتفاوض تتعلق بمستقبل الرئيس بشار الأسد وإمكانية مشاركته في انتخابات وتشكيل حكومة انتقالية مع النظام. وبحسب مصادر معارضة فإن منسق الهيئة العليا للمفاوضات مع النظام السوري، رياض حجاب، تمسك حتى الآن بموقفه وتصلب فيه رافضا ما وصفته المعارضة «املاءات جون كيري»، وأكد على ضرورة وقف قصف النظام وحلفائه وفك الحصار عن المدن والسماح بوصول المساعدات، وتنفيذ بنود القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن.
وكشفت المصادر السورية في تصريحاتها لـ «القدس العربي» أن التطورات الأخيرة التي شهدها الملف ومع الخارجية الأمريكية أحدثت إرباكا في صفوف المعارضين، مع تأكيدات رسمية من الرياض، بحسب المصادر، على دعمها اللامشروط للمعارضة مع حلفائها في المنطقة ودراسة خيارات بديلة في حال تراجع واشنطن عن موقفها وتخليها عن أصدقائها.
ومن المرتقب أن تتضح التفاعلات الجارية والتي تصب جميعها في تحميل المعارضة وزر أي فشل للاستحقاق القادم والضغط عليها للموافقة على التوافقات الدولية والتي جسدها العزف الأمريكي الروسي على ذات النغمة.
وفي سياق ذي صلة أعلنت الخارجية الروسية أن وزيري خارجية البلدين، جون كيري وسيرغي لافروف، دعوا إلى الإسراع في الإعلان عن موعد إطلاق المفاوضات السورية، من قبل المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا. وأوضحت موسكو أن الوزيرين بحثا، خلال مكالمة هاتفية، التحضير للمفاوضات بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة برعاية الأمم المتحدة، من أجل تسوية النزاع السوري المستمر منذ مارس/آذار عام 2011.
وجاء في البيان أن الوزير الروسي شدد مجددا خلال المكالمة على ضرورة تحلي جميع الأطراف بالنزاهة لدى تطبيق أحكام القرار الأممي رقم 2254، بما في ذلك مسألة تشكيل وفد للمعارضة واسع التمثيل، وإدراج مسألة تشكيل جبهة موحدة لمحاربة التنظيمات الإرهابية على الأجندة، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار وحل القضايا الإنسانية ووضع إصلاحات سياسية على أساس التوافق بين الحكومة وخصومها. وبحسب قراءة مراقبين للمشهد السوري فإن كيري، باتفاقه مع لافروف على النقاط الأخيرة، يكون قفل خلفه أي خطوة للتراجع عن قراره الأخير والذي ذكره للصحافيين بأنه يأمل بأن يصبح لديه «وضوح» بشأن مفاوضات السلام السورية في غضون ما بين 24 و48 ساعة القادمة.
وأضاف كيري أنه اتفق مع المبعوث الأممي إلى سوريا دي ميستورا على عدم توجيه الدعوات إلى الأطراف المشاركة في المفاوضات إلا بعد «ترتيب كل الأمور»، على حد تعبيره.
كما قلل وزير الخارجية الأمريكي من أهمية الادعاءات الأخيرة من قبل الحكومة السورية والمعارضة، على حد سواء، بشأن المفاوضات التي من المفترض أن تبدأ قريبا في جنيف. وأوضح أن التصريحات الأخيرة لمسؤولين سوريين حول عدم الإقدام على أي «تنازلات» خلال المفاوضات، والشكاوى من قبل بعض المعارضين حول «الضغوط التي يتعرضون لها» لحملهم على الاشتراك في المفاوضات، تعكس فقط «التوتر الموجود» أو ليست إلا مزاعم.

القدس العربي

Print Friendly

اضف رد